MENU

Fun & Interesting

أضحى التنائي | ابن زيدون بصوت عبدالله العنزي

عبدالله العنزي - أبو أصيل 28,396 lượt xem 1 year ago
Video Not Working? Fix It Now

قال ابن نباتة عن ابن زيدون: «كان من أبناء الفقهاء المتعينين، واشتغل بالأدب، وفحص عن نكته، ونقَّب عن دقائقه، إلى أن برع، وبلغ من صناعتي النظم والنثر المبلغ الطائل. وانقطع إلى أبي الوليد بن جهور أحد ملوك الطوائف المتغلبين بالأندلس، فخف عليه وتمكن من دولته، واشتهر ذكره وقدره، واعتمد عليه في السفارة بينه وبين ملوك الأندلس، فأُعجب به القوم وتمنوا ميله إليهم، لبراعته وحسن سيرته. واتفق أن ابن جهور نقم منه أمرًا فحبسه، واستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة وقصائد بديعة، فلم تنجح، فهرب واتصل بعباد بن محمد صاحب إشبيلية الملقب بالمعتضد، فتلقاه بالقَبول والإكرام، وولاه وزارته، وفوَّض إليه أمر مملكته. وكان حسن التسيير، تام الفضل محببًا إلى الناس، فصيح المنطق جدًّا.»

وقال عن ولادة: «كانت بقرطبة امرأة ظريفة من بنات خلفاء العرب الأمويين المنسوبين إلى عبد الرحمن بن الحكم المعروف بالداخل من بني عبد الملك بن مروان، تُسمى ولادة … ابتذل حجابها بعد نكبة أبيها وقتله، وتغلب ملوك الطوائف، ثم صارت تجلس للشعراء والكتاب، وتعاشرهم وتحاضرهم، ويتعشقها الكبراء منهم. وكانت ذات خلق جميل، وأدب غض، ونوادر عجيبة، ونظم جيد.»

واتصل الحب بين ابن زيدون وولادة، وكان كل منهما ينظم القصائد ويتغزل بصاحبه، فمن ذلك ما قالته ولادة فيه:

ترقب إذا جن الظلام زيارتي
فإني رأيت الليل أكتم للسرِ
وبي منك ما لو كان للبدر لم يُنرْ
وبالليل لم يظلم وبالنجم لم يسري

ودامت ولّادة على ولاء ابن زيدون أكثر مدة إقامته بقرطبة، فلما فر إلى إشبيلية تودد إليها ابن عبدوس، فاتصل بينهما وداد ربما قد بلغ درجة الحب. وكان ابن عبدوس قبل فرار ابن زيدون يسعى في استمالتها إليه، فلم يكن يقدر على ذلك. وبلغ خبر سعيه هذا مسامع ابن زيدون، فألَّف رسالة إليه على لسان ولادة، قرَّعه فيها وتهكم به، حتى صار يحفظها الناس لبلاغتها وقوة لذعها. وهي مشهورة تُعرف باسم: «رسالة ابن زيدون» وهي مطبوعة في كتاب على حدة، مشروحة بقلم ابن نباتة المصري.

وهذه زيدون قصيدة شهيرة نظمها في ولادة، يتشوق إليها بعد فراره إلى إشبيلية، ويذكر لها ما يعانيه من فراقها ويأسه من لقائها، ويستديم عهدها.

استماعًا ماتعًا🌺

Comment