قال ابن رجب -رحمه الله- :
"اعتراف المذنب بذنبه مع الندم عليه توبة مقبولة .
قال الله تعالى:
"وآخرون آعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاّ صالحاً واخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليه"
وقال النبي :
« إن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب ، تاب الله عليه » .
وفي دعاء الاستفتاح الذي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستفتح به :
"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "
وفي الدعاء الذي علمه -صلى الله عليه وسلم- للصديق أن يقوله في صلاته :
"اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرةً مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم"
وفي حديث شداد بن أوسي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- :
"سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي ، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
الاعتراف يمحو الاقتراف ، كما قيل :
وإن اعتراف المرء بمحو اقترافه
كما أن إنكار الذنوب ذنوب
لما أهبط آدم من الجنة بكی ثلاث مئة عام .. وحق له ذلك !!
كان في دار لا يجوع فيها ولا يعرى
ولا يظمأ فيها ولا يضحى
فلما نزل إلى الأرض ، أصابه ذلك كله ، فكان إذا رأی جبريل يتذكر برؤيته تلك المعاهد ، فيشتد بکاؤه حتى يبكي جبريل لبكائه ويقول له :
ما هذا البكاء يا آدم ؟
فيقول :
وكيف لا أبكي وقد أخرجت من دار النعمة إلى دار البؤس ؟!
فحي على جنات عدن فإنها
منازلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى
نعود إلى أوطاننا ونسلّم
احذروا هذا العدو الذي أخرج أباكم من الجنة ، فإنه ساع في منعكم من العود إليها بكل سبيل ، والعداوة بينكم وبينه قديمة ، فإنه ما أخرج من الجنة وطرده عن الخدمة إلا بسبب تكبره على أبیكم وامتناعه من السجود لما أمر به .
وقد ابلس من الرحمة وأيس من العود إلى الجنة و تحقق خلوده في النار فهو يجتهد على أن يخلد معه في النار بني آدم ، بتحسين الشرك ، فإن قنع تمتع بما دونه من الفسوق والعصيان ..
وقد حذركم مولاكم منه ، وقد أعذر من أندر !!
فخذوا حذركم ..
"يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة"
العجب ممن عرف ربه ثم عصاه ..
وعرف الشيطان ثم أطاعه !
"أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا"
۔ المؤمنون في دار الدنيا في سفر جهاد ، يجاهدون فيه النفوس والهوى ..
فإذا انقضى سفر الجهاد ، عادوا إلى وطنهم الأول الذي كانوا فيه في صلب أبيهم .
وصلت إليكم معشر الأمة رسالة من أبيكم إبراهيم مع نبیكم محمد صلى الله عليهما وسلم ، قال رسول الله :
"أرأيت ليلة أسري بي إبراهيم فقال :
يا محمد أقرئ أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة عذبة الماء طيبة التربة ، وأنها قيعان ، وأن غراسها : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله اكبر"
وخرج النسائي والترمذي : عن جابر : عن النبي -صلى الله عليه وسلم- :
"من قال : سبحان الله العظيم وبحمده ، غرست له نخلة في الجنة".
أرض الجنة اليوم قيعان ، والأعمال الصالحة لها عمران ، بها تبنى القصور وتغرس أرض الجنان ، فإذا تكامل الغراس والبنيان ، انتقل إليه السكان .
قلوب العارفين تستنشق أحيانا نسيم الجنة ..
قال أنس بن النضر يوم أحد :
"واهاً لريح الجنة ، والله إني لأجد ريح الجنة من قبل أحد !
ثم تقدم فقاتل حتى قتل" .
كم لله من لطف وحكمة في إهباط آدم إلى الأرض ..
لولا نزوله ، لما ظهر جهاد المجاهدين واجتهاد المجتهدين ، ولا صعدت زفرات أنفاس التائبين ، ولا نزلت قطرات دموع المذنبين ."
#لطائف_المعارف
- قناة التليجرام : https://t.me/Rakb_m .
- للتواصل (تليجرام) : abo9al5 .