MENU

Fun & Interesting

صحح معلومتك الحلقة (14) ... خطب النبي صلى الله عليه وسلم أين هي؟

د.عبدالسلام أحمد أبوسمحة 23,721 lượt xem 4 years ago
Video Not Working? Fix It Now

#سمحاويات ... صحح معلومتك الحلقة (14) ... خطب النبي صلى الله عليه وسلم أين هي؟
تتناول هذه الحلقة مسألة خطب النبي صلى الله عليه وسلم، يقول أحدهم: "أين خطب النبي صلى الله عليه وسلم"، قلنا له موجودة، فقال: أريدها من: "إن الحمد لله .... إلى أقم الصلاة.
قلت(عبدالسلام):
أولاً: لا فرق عندنا في النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم بين خطبته أو كلامه في أي مناسبة أخرى، فكله وحي معتد به، حرص الصحابة على نقله تنفيذا للأمر النبوي، فإذا نقل عنه طريقة قضاء الحاجة فهل يعزب عن الصحابة نقل خطبه، وكذا فعل من بعدهم أهل الحديث سدنة القول والفعل والتقرير النبوي.

ثانيا: الخلل المنهجي التحكمي : مكمن هذه الشبهة هو الخلل المنهجي في إسقاط البيئة المعاصرة على زمن النبوة، كيف ذلك؟
فأنت اليوم تسمع خطبة مكتملة الأركان ... وتريد من الصحابة وأهل الحديث أن ينقل لك خطبة كاملة من : "إن الحمد لله ... إلى اقم الصلاة"..
أتحدى أن يأتي بخطبة من هذا النحو في كل عصور الدنيا قبل التوثيق المعاصر ...
إن عدم مراعاة الاختلاف البيئي في النقل والتوثيق أوقع الكثير من هؤلاء في الخلل التصوري للعلوم والمعارف، وآليات نقلها.
وجاء الطامة في عدم إدراكهم آليات نقل الصحابة ومن بعدهم للخطب، وحصرها العابث في طلب أن تكون الخطبة من : إن الحمد لله ... إلى اقم الصلاة ....
وهذا طلب غير محقق في خطب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خطب من قبله، ولا من بعده إلى خطب القرن الماضي ...
بل اهتم النقل لتلك الخطب على المضمون بعيدا عن الشكل.

ثانيا: إن ادعاء عدم نقل الخطب ادعاء باطل، لا حقيقة له، بل أوردت لنا الأحاديث خطبا غير خطب الجمعة فكيف بخطب الجمعة؟
لكن طبيعة النقل ليست كما يشتهي هؤلاء، فقد اهتم الصحابة في إيراد الخطب في نصوص الأحاديث التي نقلوها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عنهم الكثير من خطب النبي صلى الله عليه وسلم، بيد أن النقل لديهم اهتم بجوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، ولم يكن مقصدهم الإحاطة بنقل عناصر الخطبة كاملة، فالبيئة العلمية التي في ذاك الزمن لم تتعامل مع خطب النبي صلى الله عليه وسلم بالطريقة التوثيقية للرؤساء والزعماء في يوم الناس هذا، إنما كان الصحابة يهتموا بنقل المضمون الوراد في الخطبة ...
وكانت أدواتهم اللفظية التي تدل على الخطبة هي على النحو الآتي:
 خطبنا
 على المنبر
 خطب
 في خطبة
 يوم العيد
 يوم الجمعة ...
 ذكر الثناء والحمد على الله
 وغيرها من الأدوات الدالة على الخطبة ...
ومن الأمثلة:
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَضْحَى بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَالَ: مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا ، وَنَسَكَ نُسُكَنَا ، فَقَدْ أَصَابَ النُّسُكَ ، وَمَنْ نَسَكَ قَبْلَ الصَّلَاةِ ، فَإِنَّهُ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَلَا نُسُكَ لَهُ". البخاري
أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ ، فَصَلَّى الظُّهْرَ ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ ....
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ.... فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ ، قَالَ: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ، وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ: أُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ ، فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي ، وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ .

عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَقَالَ: مَا تُشِيرُونَ عَلَيَّ فِي قَوْمٍ يَسُبُّونَ أَهْلِي ، مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءٍ قَطُّ . وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ: لَمَّا أُخْبِرَتْ عَائِشَةُ بِالْأَمْرِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَنْطَلِقَ [9/114] إِلَى أَهْلِي؟ فَأَذِنَ لَهَا ، وَأَرْسَلَ مَعَهَا الْغُلَامَ . وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : سُبْحَانَكَ ، { مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } .
ذكر القيام واستفتاح الخطبة:
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا آكُلُ اللَّحْمَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ ، فَحَمِدَ اللهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا ، لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي .
ثالثا: يدلنا هذا على الفرق بين الطلب الشكلي لأصحاب الشبهات، والاهتمام الموضوعي لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في نقل الفوائد مركزة. فأي السبيلين خير؟ لا شك لدينا أن سبيل الصحابة الكرام ومن سار على نهجهم من السلف، وأئمة الحديث في النقل والتبليغ هو السبيل الحق، والصواب البين الواضح .

Comment