MENU

Fun & Interesting

مواعظ ابن رجب : من أحوال الصادقين في يوم عرفة .

رَكْب 36,267 lượt xem 2 years ago
Video Not Working? Fix It Now

قال ابن رجب -رحمه الله-:
"يا من يطمع في العتق من النار ، ثم يمنع نفسه الرحمة بالإصرار على كبائر الإثم والأوزار ..
تالله ما نصحت نفسك ..!
ولا وقف في طريقك غيرك ..
توبق نفسك بالمعاصي فإذا حرمت المغفرة قلت:
أنا هذا ..!
﴿قُلْ هُوَ مِن عِنْدِ أنْفُسِكُمْ﴾
فنفسك لم ولا تلم المطايا … ومت كمدا فليس لك اعتذار

إن كنت تطمع في العتق فاشتر نفسك من الله ﴿إنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ المُؤْمِنِينَ أنْفُسَهُمْ وأمْوالَهُمْ بِأنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾ ..
من كرمت عليه نفسه هان عليه كل ما يبذل في افتكاكها من النار .

اشترى بعض السلف نفسه من الله ثلاث مرار أو أربعا يتصدق كل مرة بوزن نفسه فضة ، واشترى عامر بن عبد الله بن الزبير نفسه من الله بديته ست مرات يتصدق بها ، واشترى حبيب نفسه من الله بأربعين ألف درهم تصدق بها ، وكان أبو هريرة يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة بقدر ديته يفتك بذلك نفسه ..

كانت أحوال الصادقين في الموقف بعرفة تتنوع:
فمنهم : من كان يغلب عليه الخوف أو الحياء ..
وقف مطرف بن عبد الله بن الشخير وبكر المزني بعرفة فقال أحدهما :
اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي .
وقال الآخر :
ما أشرفه من موقف وأرجاه لأهله لولا أني فيهم .
وقف الفضيل بعرفة والناس يدعون ، وهو يبكي بكاء الثكلى المحترقة قد حال البكاء بينه وبين الدعاء ، فلما كادت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السماء وقال:
واسوأتاه منك وإن عفوت ..
وقف بعض الخائفين بعرفة إلى أن قرب غروب الشمس ، فنادى :
الأمان الأمان ، قد دنا الإنصراف ..
فليت شعري ما صنعت في حاجة المساكين .

وإني من خوفكم والرجا … أرى الموت والعيش فيكم عيانا
فمنوا على تائب خائف … أتاكم ينادي الأمان الأمانا

إذا طلب الأسير من الملك الكريم أمنه أمنه .
الأمان الأمان وزري ثقيل … وذنوبي إذا عددن تطول
أوبقتني وأوثقتني ذنوبي … فترى لي إلى الخلاص سبيل


ومن العارفين من كان بالموقف يتعلق بأذيال الرجاء ، قال ابن المبارك -رحمه الله-:
جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه وعيناه تهملان .. فالتفت إلي فقلت له:
من أسوأ هذا الجمع حالا؟
قال:
الذي يظن أن الله لا يغفر لهم .

وروي عن الفضيل أنه نظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشية عرفة فقال:
أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوا دانقا - يعني سدس درهم - أكان يردهم ؟
قالوا: لا ..
قال: والله للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق .
وإني لأدعو الله أسأل عفوه … واعلم أن الله يعفو ويغفر
لئن أعظم الناس الذنوب فإنها … وإن عظمت في رحمة الله تصغر
وعما قليل يقف إخوانكم بعرفة في ذلك الموقف ..
فهنيئا لمن رزقه يجأرون إلى الله بقلوب محترقة ودموع مستبقة ، فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه ، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه ، وراج أحسن الظن بوعد الله الكريم وصدقه ، وتائب نصح لله في التوبة وصدقه ، وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه ، فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه وأعتقه ، ومن أسير للأوزار فكه وأطلقه ، وحينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء ويباهي بجمعهم أهل السماء ويدنو ثم يقول:
ما أراد هؤلاء؟

من فاته في هذا العام القيام بعرفة ، فليقم لله بحقه الذي عرفه ..
من عجز عن المبيت بمزدلفة ، فليبت عزمه على طاعة الله وقد قربه وأزلفه ..
من لم يمكنه القيام بأرجاء الخيف ، فليقم لله بحق الرجاء والخوف ..
من لم يقدر على نحر هديه بمنى ، فليذبح هواه هنا وقد بلغ المنا ..
من لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد ، فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من ناداه ورجاه من حبل الوريد ..

نفحت في هذه الأيام نفحة من نفحات الأنس ، من رياض القدس على كل قلب أجاب إلى ما دعي ..
يا همم العارفين بغير الله لا تقنعي
يا عزائم الناسكين لجمع أنساك السالكين اجمعي
لحب مولاك أفردي وبين خوفه ورجائه اقرني وبذكره تمتعي ..
يا أسرار المحبين بكعبة الحب طوفي واركعي
وبين صفاء الصفا ومروة المروى اسعي واسرعي
وفي عرفات العرفان قفي وتضرعي
ثم إلى مزدلفة الزلفى فادفعي
ثم إلى منى نيل المنى فارجعي
فإذا قرب القرابين فقربي الأرواح ولا تمنعي
لقد وضح اليوم الطريق ولكن قل السالك على التحقيق وكثر المدعي ..


لئن لم أحج البيت إذ شط ربعه … حججت إلى من لا يغيب عن الذكر
فأحرمت من وقتي بخلع شمائلي … أطوف وأسعى في اللطائف والبر
صفاي صفائي عن صفاتي ومروتي … مروءة قلبٍ عن سوى حبه فقر
وفي عرفات الأنس بالله موقفي … ومزدلفى الزلفى لديه إلى الحشر"

#لطائف_المعارف
#مواعظ_ابن_رجب
#عشر_ذي_الحجة

- مجموعة الواتساب : https://chat.whatsapp.com/BomfsDwdazeKmUOHivfEZB
- قناة التليغرام : https://t.me/Rakb_m

- للتواصل (تليغرام) : abo9al5

Comment