كل واحد فينا مر بأوقات صعبة، لحظات مليانة ضيق وحزن، والواحد بيحس إن الفرج بعيد أو يمكن مستحيل. لكن دايمًا بيبقى فيه أسباب بتخلّي الفرج يتأخر، واللي مش بنحس بيه أحيانًا هو إن السبب الأساسي بيكون إحنا! الذنوب اللي بنعملها، خصوصًا الكبائر، بتكون سبب مباشر في تعطيل الفرج. وللأسف، كتير مننا بيختار الطريق الغلط بدون ما ياخد باله. زي ما ربنا قال في القرآن الكريم: "وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى" (سورة الليل: 8-9)، يعني الشخص اللي بخل عن العطاء، واستغنى عن الاعتماد على الله، وكذب بوعود الله، ده غالبًا بيلاقي الفرج بعيد عنه، لأنه اختار الطريق اللي بيبعده عن رحمة الله.
كتير من الناس بتكون شايلة هموم الدنيا، بتسأل: "ليه الفرج اتأخر؟ ليه حياتي مش بتتحسن؟" وبتنسى إن المشكلة مش في ربنا، لكن فينا إحنا. لأننا بنرتكب الذنوب، وبنختار الاختيارات الغلط في حياتنا. لما نعمل حاجة غلط، ونستمر فيها بدون استغفار أو توبة، بنبعد عن طريق الفرج. ولكن الفرج مش مستحيل! الحل سهل وبسيط، وهو إننا نرجع لربنا. زي ما ربنا قال: "وأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى" (سورة الليل: 5-6)، يعني الحل إنك تختار إنك تكون من اللي بيبذلوا الخير، واللي بيتقوا الله في كل تصرف، واللي بيصدقوا بوعد الله بالفرج والرحمة. لما تختار الطريق ده، هتلاقي الفرج جاي لك بدون ما تحس.
لكن الموضوع مش مجرد تحسين أخلاق أو سلوك، الموضوع أكبر من كده. الذنوب، خاصة الكبائر، هي اللي بتعطل وصول الفرج ليك. الذنوب دي بتكون زي الحاجز اللي بيمنع عنك رحمة ربنا. ربنا قال في القرآن: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" (سورة الشورى: 30)، يعني كل مصيبة أو بلاء بنمر بيه، هو نتيجة ذنوبنا اللي بنرتكبها بإيدينا. وأحيانًا الذنوب بتكون أكتر من حسناتنا، فنلاقي الفرج بيتأخر، والحل إننا نرجع لربنا بتوبة صادقة واستغفار. النبي ﷺ قال: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا ومن كل همّ فرجًا" (رواه أبو داود)، يعني اللي بيستغفر باستمرار، ربنا بيكافئه بالفرج، مهما كان ضيقه وهمه كبير.
ولازم نفتكر إن تأخير الفرج مش دايمًا عقوبة، لكن أحيانًا بيكون رحمة من ربنا. ربنا سبحانه وتعالى بيبتلينا علشان يكفّر ذنوبنا، ويزود حسناتنا. ممكن تكون الذنوب اللي عملناها أكتر من الحسنات، وربنا بيأخر الفرج عشان يدينا فرصة نطهر أنفسنا من الذنوب. النبي ﷺ قال: "إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم" (رواه الترمذي)، يعني الابتلاء بيكون علامة من علامات حب ربنا، لأنه من خلال الابتلاء، بيكفّر عننا ذنوبنا، ويجهزنا للجنة. الفرج مش مجرد راحة في الدنيا، لكنه وسيلة لتحسين علاقتنا بربنا، ورفع درجتنا في الآخرة.
ومن أسباب تأخر الفرج كمان إننا مش بنبص لنفسنا ونتفكر في حالنا. ساعات بننسى إن التقوى هي المفتاح الحقيقي لكل خير. ربنا قال: "ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب" (سورة الطلاق: 2-3). التقوى هي الحل السحري اللي بيجيب الفرج ويغير حياتنا. لو تقينا الله في كل خطوة بنعملها، هتلاقي الفرج جاي من كل اتجاه، وهتلاقي همومك بتتلاشى، ومشاكلك بتتحل بطريقة مش متوقعة.
لو كنت بتحس إن الفرج بعيد عنك، وبتعيش في ضيق مستمر، محتاج تعمل حاجتين: الأول، تراجع نفسك وتشوف إيه الذنوب اللي بتبعدك عن الفرج. والتاني، تتوب وترجع لربنا بتقوى واستغفار. الاستغفار والتوبة هما أقصر طريق للفرج، لأن ربنا بيحب العبد اللي بيتوب إليه وبيستغفره. النبي ﷺ قال: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" (رواه الترمذي)، يعني مفيش إنسان معصوم من الخطأ، لكن اللي بيرجع لربنا بالتوبة والاستغفار هو اللي بياخد فرصة جديدة للفرج.