يقول البعض أنَّ الخمس صلوات فرض أتت من وقت إبراهيم عليه السلام، و البعض الآخر يقول أنها أتت بالتواتر من وقت محمد عليه السلام إلى يومنا هذا. لكنَّ الله تعالى أمرنا في كثير من آياتِهِ أن لا نتبع آبائنا الأولون و أنَّ نتبع فقط القرءان الكريم. و بما أنَّ القرءان لم يذكر لنا أي شيء عن تلك الصلوات الخمس مع عدد ركعاتها و طريقة إقامتها، فمن المؤكد أنَّ الخمس صلوات فرض لا وجود لها على الإطلاق، فالله تعالى فصَّل لنا كل شيء في القرءان، فلماذا لم يُقصِّل لنا تلك الصلوات الخمس؟؟؟
في هذه الحلقة سوف أبيِّن لكم من خلال القرءان نفسه مجموعة من آيات الصلواة في سورة النساء من آية 94 إلى 106، و في سورة النساء من آية 136 إلى 146، و في سورة الماعون.
نجد أيضاً المعنى الحقيقي لإستغفار محمد عليه السلام و إستغفارنا الله، و نجد أيضاً تعريفاً مُفصَّلاً لصفات المنافق من خلال آيات سورة المنافقون من آية 1 إلى 6.
إذا تدبرنا القرءان الكريم لا نجد فيه أي شيء يُذكَرْ عن الصلوات الخمس فرض مع عدد ركعاتها، و لكن نجد فيه تفصيلاً كاملاً متكاملاً للمعنى الحقيقي للصلواة و إقامتها. فالصلواة بمفهوم القرءان هي القرءان الكريم، و إقامة الصلواة هي تبليغ رسالة القرءان لجميع الناس و تطبيق كُل ما أمر الله تعالى به في القرءان، أي نشر الخير و العدل و الإصلاح في الأرض و إزالة الظلم و الفساد.
حقيقة الإسلام من القرءان العظيم هو برنامج الهدف منه هو إظهار حقيقة الإسلام لجميع الفئات من الناس على إختلاف أدياتهم و مذاهبهم لمعرفة الحق و الإبتعاد عن الباطل. و معرفة الحق لا تكون إلاّ من خلال قول و حديث الله تعالى في كتابه الكريم وليس من خلال قول البشر في كتبهم و أحاديثهم الباطلة. الإسلام هو دين لجميع الناس و ليس ديناً مُحتكراً لفئة معينة فقط من الناس، لأن الله تعالى أنزله للناس كافة.
في جميع الحلقات الّتي سوف تشاهدونها، لن أستخدم فيها إلاّ آيات من القرءان لأن جميع آيات القرءان هي آيات بيِّنات، و هي كافية لإظهار الحق و محو الباطل و ليست بحاجة إلى أي تفسير من كتب أخرى لأنها تُفسّرُ بعضها البعض.
هذه رسالة أوجهها لكل إنسان يهمه أن يعرف الحقيقة كاملة... لقد خلفنا الله تعالى و أعطانا العقل و القلب و أعطانا الخيار. فبخيارنا نوجه عقلنا و قلبنا، فإما أن نختار الطريق الصحيح الّذي لا يكون إلاّ من خلال كتاب الله تعالى كي نرقى بأنفسنا و عقولنا و إنسانيتنا إلى أعلى مستوى كبشر فنكون في أحسن تقويم، أو أن نهبط إلى أدنى مستوى كبشر فنكون أسفل سافلين.